اختي في الله
أختي في الله ..
ها أنا أناديكِ .. فلا تعرضي عني ..
انني يا أختي في الله أخت تخاف أن تضل خطاكِ ..
وأن تتعثر في الطرقات رجلاكِ ..
وأن تذرف الدموع عيناكِ ..
فيكفي ما كان من الذنوب ويكفي ما كان من ضعف الإيمان الذي فينا ..
ثغرة تتلوها ثغرة شغلناها بحب مخلوق ضعيف مثلنا ..
ومع ذلك أهملنا الخليلات الموفقات ..
فلم ننل بركة الجلوس معهن جنبا ً إلى جنب في حلقات الذكر والإيمان ..
يختلط على الكثيرات منا مفهوم المحبة في الله ..
والمحبة مع الله أو محبة الهوى ..
فمن حيث لا تدري تقعي فيما لا يمت للأخوة في الله بصلة ..
بمخالفات شرعية منافية لهذا المعنى العظيم ..
أو تكون هذه المحبة فيها نوع من التعاون على المخالفة ..
وتظنين كل هذا الوقت أن ما بينكما ليس إلا محبة في الله ..
يقول إبن تيمية :
" وما يبين الحب في الله والحب لغير الله :
أن أبا بكر رضي الله عنه كان يحب الرسول صلى الله عليه وسلم ..
مخلصا ً وأبو طالب عمه كان يحبه وينصره لهواه لا لله ..
فتقبل الله عمل أبي بكر وأنزل فيه :
" وسيجنيها الأتقى .. ألذي يؤتي ماله يتزكى ..
وما لأحد عنده من نعمة تجزى ..
إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى .. ولسوف يرضى " ..
وأما أبو طالب فلم يتقبل منه ..
الفتاوى لابن تيمية ..
ثم أن من تريد معرفة الفرق ..
فلتنظر ..
هل هي في هذه المحبة تشجع على الخير أو منافسة فيه ؟؟ ..
وهل فيها التواصي بالحق والتحذير من الشر ..
عندها تستطعين المعرفة والتمييز ..
هل هي محبة للهو والعبث ..
أم محبة في الله ..
أم محبة عشق وهوى ..
وعندها ..
فهل نترك السفينة تغرق ؟؟ ..
لا والله لنعد ما بقى من العطر ..
ولنجمع ما تفرق من شتات النفس ..
ولنشبع عاطفتنا ورغباتنا الهائمة .. بحب الرحمن ..
ثم ......،،
من أحبه الرحمن ..
نعم فلابد لنا من الحب لا أحد ينكر ذلك ..
فهل اليد الواحدة تصفق وحدها ؟؟ ..
وحتى ان صفقت فتصفيقها ضعيفا ً ..
ولكن إلى أين ومن يتوجه هذا الحب ؟؟ ..
فلا عيب من الاعتراف بالخطأ ..
والاستيقاظ من الغفلة وتدارك ما بقى ..
محبة الرحمن أولا ً والتقرب إليه بأنواع الطاعات ..
فإن تجاوزنا هذه النقطة العظيمة ..
فانتقلي إلى كل ما يحبه الرحمن من أشخاص وأعمال ..
وإياكِ قطاع وقاطعات الطريق ..
فعليكِ بسؤال الله الهداية والتثبت ..
والنظر فيما يزيد الإيمان ..
وإياكِ والغرق فيما لا يرضي الرب ..
قال الله تعالى :
" ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا ..
ويا ويلتي ليتني لم أتخذ فلاناً خليلا ..
لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جائني وكأن الشيطان للإنسان خذولا "
سورة الفرقان ..
وتذكرن دائما ً وأبدا أن خير الأمور أوسطها ..
وأحبها الحب في مرضاة الله ..
فلا تدعي السفينة تغرق وتغرقين معها ومع من لا يستحق ..
ثبتنا الله وإياكم على دينه ..
ووقفنا إلى ما يحب ويرضى ..
وصلى اللهم على سيدنا محمد صلى الله علي وسلم ..