ياابن آدم أتدري ماذا يقول لك ملك الموت وأنت نائم على خشبة الغسل؟!
ينادي عليك و يقول:
ياابن آدم أين سمعك ما أصمّك؟!
...أين بصرك ما أعماك؟!
أين لسانك ما أخرسك؟!
أين ريحك الطيّب ما غيّرك؟!
أين مالك ما أفقرك؟!
فإذا وُضِعْتَ في القبر نادى عليك الملك
ياابن آدم جمعت الدنيا أمْ الدنيا جمعتك؟!
ياابن آدم تركت الدنيا أمْ الدنيا تركتك؟!
ياابن آدم استعددت للموت أمْ المنيّة عاجلتك؟!
ياابن آدم خرجت من التراب و عدتَ إلى التراب...!!
خرجت من التراب بلا ذنب و عدتَ إلى التراب و كلّك ذنوب..!!
فإذا ما انفض الناس عنك و أقبل الليل لتقضي أول ليلة صبحها يوم القيامة ,
ليلة لا يؤذن فيها الفجر , لم يقل المؤذّن يومها حي على خيرالعمل...
انتهت الصلاة... انتهت العبادات...
إنّ الذي سيؤذّن فجرها هو إسرافيل..
أيتها العظام النخرة, أيتها اللحوم المتناثرة,
قومي لفصل القضاء بين يديّ الله رب العالمين.
إن الله يقول:
"ونُفِخَ في الصور فجمعناهم جمعاً". و يقول أيضاً: "وحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا"ً.
عندما يُقبِلْ عليك ليل أول يوم في قبرك ينادي عليك مالك الملك و ملك الملوك يقول لك:
ياابن آدم رجعوا وتركوك في التراب,
دفنوك ولو ظلّوا معك ما نفعوك,
ولمْ يبقَ لك إلا أنا الحيّ الذي لا أموت...
ياابن آدم من تواضع لله رفعه و من تكبّر و ضعه الله.
عبدي أطعتنا فقرّبناك,
وعصيتنا فأمهلناك,
ولوعُدْتَ إلينا بعد ذلك قبلناك
إنّي والإنس والجنّ في نبأ عظيم,
أخلُقُ و يُعْبَدُ غيري,
أرزق و يُشكر سواي,
خيري إلى العباد نازل و شرّهم إليّ صاعد,
أتحببّ إليهم بنعمي و أنا الغنيّ عنهم و يتباغضون عنّي بالمعاصي و هم أفقر شيء إليّ,
من عاد منهم ناديته من قريب و من بعُدَ منهم ناديته من بعيد,
أهل الذكر أهل عبادتي, أهل شكري أهل زيادتي, أهل طاعتي أهل محبتي,
أهل معصيتي لاأقنّطهم من رحمتي فإن تابوا فأنا حبيبهم فإنّي أحبّ التوابّين وأحب المتطهرين,
وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهّرهم من الذنوب والمعاصي,
الحسنة عندي بعشر أمثالها وأزيد والسيئة بمثلها وأعفوا أنا أرأف بعبادي من الأم بولدها
اللهم انا نسألك التوبه ودوامها ونعوذ بك من المعصيه واسبابها ونسالك ان تجعل آخر كلامنا من الدنيا شهاده ان لا اله الا الله موقنين بها اللهم تب علينا وارحمنا واغفر لنا ياارحم الراحمين
اللهم ارحمنا برحمتك وارحم جميع امواتنا واموات المسلمين اجمعين