الخوصصة مصطلح حديث العهد في الفكر الإقتصادي المعاصر و لم تزهر الخوصصة
آسياسة منفصلة علن التطورات التي شهدتها إقتصاديات الدول المتقدمة حيث ظهرات، و
إنما ظهرت آنتيجة لتطور داخلي بفضل عوامل و ظروف إقتصادية استدعت ظهورها
العديد من المصاعب و المشاآل التي واجهتها تلك الإقتصاديات و سوف نعتمد في هذا
الفصل على العنصرين التاليين:
-أدبيات الخوصصة
-ميكانيزمات الخوصصة
المبحث الأول :أدبيات الخوصصة
سنتطرق في هذا المبحث إلى التعاريف المختلفة التي عرفتها الخوصصة عبر مختلف بلدان
العالم التي تبني هذا البرنامج التصحيح و إلى مدلولها و مضمونها من إقتصاد إلى آخر،آما
سنتطرق إلى الدوافع التي تجعل دول ما تتجه نحو سياسة الخوصصة
المطلب الأول: تعريف الخوصصة
إن آلمة "الخوصصة" أو "التخصصية" هي الترجمة العربية للمصطلح الإنجليزي
و التي تتداول آثيرا من الأدبيات الإقتصادية المعاصرة،حيث ظهرت هذه privatization
الكلمة لأول مرة في القاموس عام 1983 و قد اتخذت تعريفا ضيقا صيغ بالشكل التالي :
"سياسة نقل ملكية المنشآت العامة أو إدارتها من القطاع العام إلى القطاع الخاص "
و لقد أخذ هذا المصطلح عدة تعريفات أخرى أوسع، منها:
الخوصصة هي عملية (بيع) أصول الشرآة العمومية لأشخاص خواص أو إلى المؤسسين
حسب الطرق المختارة و تكون مقررة حسب الأولويات التالية :
•أولويات المؤسسات العمومية
•أولويات الحكومة
•أولويات الشرآات الأجنبية
-تعني الخوصصة وضع إطار مؤسساتي قادر على تنمية القطاع الخاص و وضع قوانين
السوق و المتمثلة في تقليص الإحتكار و تحرير التجارة الخارجية .
-الخوصصة هي عملية تهدف إلى تقليص دور الحكومة أو الرفع من الور القطاع الخاص
في نشاط ما أو ملكية وسائل الإنتاج.
في الحقيقة الخوصصة ليست عملية تحويل المشاريع العامة إلى القطاع الخاص تمليكا أو
إدارة فقط، فهذا التعريف صيق، حيث يقتصر دور القطاع الخاص على تملك أو إدارة
المؤسسات القائمة و هذا لا يؤدي بالصفة المرجوة إلى التقدم الإقتصادي، فإن الخوصصة في
معناها الواسع و محتواها المرغوب هو تنمية القطاع الخاص للقيام بدور فعال في تحريك
النشاط الإقتصادي و الساعدة في التنمية الإقتصادية من خلال إيجاد المشاريع الجديدة.
آما أن مفهوم الخوصصة يختلف من دولة إلى أخرى
إعادة الهيكلة في تونس
إعادة الهيكل التنظيمي في هولندا
في فرنسا dénationalisation إلغاء التأميم
شبكة طلبة الجزائر
3
مواجهة البيروقراطية في الولايات المتحدة الأمريكية
و يمكن أن نفرق بين عدة أنواع من الخوصصة :
الخوصصة الصغرى: و هي خوصصة عن طريق المزاد العلني للوحدات الإنتاجية
الصغرى خاصة في ميزان الخدمات مع الأخذ بعين الإعتبار إقتراحات السلفة المالكة لها.
الخوصصة الكبرى: و هي خوصصة المؤسسات العمومية الكبرى، حيث يتم اختيار
مجموعة على أساس عدة اعتبارات سيتم التطرق إليها
الخوصصة الداخلية: تجري هذه العملية عن طريق تحويل ملكية المؤسسات العمومية إلى
عمالها عن طريق بيع حصصها بأسعار ميسرة (رمزية) أو عن طريق توزيعها مجانا.
الخوصصة الخارجية: و تتم هذه العملية عن طريق عرض المؤسسات العمومية للبيع
للجمهور عن طريق اجراءات التفاوض
الخوصصة التلقائية: و تتم عن طريق تشجيع القطاع الخاص، أي ليس هناك ما يدعو إلى
تحويل ملكية المؤسسات العمومية إلى القطاع الخاص، بل يكفي أن نفتح المجال للقطاع
الخاص و أن نشجعه بكل الطرق الممكنة
"إذا استمرت تلك السياسة مدة طويلة من الزمان فإنها ما تلبث أن تغيير طبيعة النظام
الإقتصادي بأآمله و تصبح الصفة الغالية هي النشاط الفردي و يتضاءل دور القطاع العام
تدريجيا إلى أن يصبح القطاع الثانوي "
المطلب الثاني: دوافع الخوصصة
تختلف الأسباب التي تؤدي بالدول إلى اللجوء إلى تطبيق الخوصصة باختلاف درجة
تطورها و لكن الأسباب الرئيسية و العميقة التي تؤدي بالدول إلى تحويل ملكية أو إدارة
المؤسسات العمومية إلى القطاع الخاص هي:
•دافع الفعالية الإقتصادية
•دافع قيود الإقتصاد الكلي
الفرع الأول: دافع الفعالية الإقتصادية
يمكن تعريف دافع الفعالية الإقتصادية ببساط على أنها "مقياس للإنتاج المستمد من قدر معين
من مستلزمات الإنتاج،تزيد الكفاءة إذا زاد الإنتاج دون الزيادة في مستلزمات الإنتاج،أو إذا
آان قدر أقل من مستلزمات الإنتاج ينتج نفس الكمية من الإنتاج "
في هذا الصدد نجد أن العديد من البلدان النامية تواجه صعوبات جمة في تحقيق زيادة في
الكفاءة للمؤسسات المملوآة للدولة، و المشكلة التي تواجه مديري المؤسسات العمومية في
هذه الدول هي أنه حتى و إن آانوا يعرفون ما يجب عمله لتعظيم العوائد المستخدمة، فإنهم لا
يتمتعون بالإستقلال الذاتي الذي يتيح لهم اتخاذ الإجراءات اللازمة لزيادة الإيرادات و
تخفيض التكاليف، ولا يمكن في أغلب الأحيان تعديل-نعني زيادة- أسعرا منتجاتهم لتعكس
التغييرات في تكاليف مستلزمات الإنتاج و أوضاع السوق.
يلاحظ أن مديري المؤسسات العامة مقيدون لأسباب سياسية بمواصلة تشغيل خطوط الإنتاج
غير الإقتصادية و الأساليب غير المربحة و المصانع أو فروع الشرآات الخاسرة، آما أن
شبكة طلبة الجزائر
4
الموافقات الحكومية اللازمة على الموازنات و الإستثمارات و التوريد و التوظيف تستغرق
وقتا طويلا و تزيد التكاليف الإدارية و تكاليف المعاملات و التوريد.
نظرا لانتشار هذه الظواهر السلبية في أوساط القطاع العام ،نادىالبعض بضرورة المضي
الى اصلاحات تضمن آفاءة أفضل ، أي أنه آي تتحقق التحسينات المالية اللازمة و المطلوبة
في الكفاءة ، يتعين تغيير ملكية أصول أي تنفيذ عملية خوصصة المؤسسات العمومية.
ترتبط النظريات الإقتصادية النيوآلاسيكية نتائج الكفاءة بهياآل الأسواق بشكل عام و بمدى
المنافسة بشكل خاص ، مما يعني بأن الملكية العامة لوسائل الإنتاج لا تتماشى مع إقتصاد
السوق ، حيث تتوفر مجموعة من الحجج الوجيهة التي ترتبط الملكية الخاصة بزيادة
الإنتاجية و الكفاءة ، وتلتقي هذه الحجج حول جوهر مشترك , فهي تحدد العوامل المسؤولة
عن سواء أداء المؤسسات العامة و ترى أن أصحاب الملكية الخاصة سوف يتجنبون أو
يتخلصون من القيود المشار إليها ، و التعديل الذي تسوقه هذه الحجج يكون على النحو التالي
:
-سيقلل تدخل السياسي في عملية اتخاذ القرارات المشترآة المعنية في ظل الملكية الخاصة
-سيتقاضى المديرون و العمال في الشرآات الخاصة رواتب أآبر و تكون مرتبطة بالمعايير
الإنتاجية و الربحية
-ستفرض الخوصصة على الشرآات الإنظباط الخاص بالأسواق المالية
-ستؤدي الخوصصة إلى إحلال إشراف المساهمين الذين لهم مصلحة ذاتية ، محل الإشراف
الذي يمارسه موظفون بيروقراطيون حكوميون لا مصلحة لهم و هؤلاء المساهمون سيعملون
جادين من أجل تحقيق الربحية التجارية باعتبارها الهدف الرئيسي للشرآة ، ويقيمون أداء
المديرين عاى أساس نجاحهم أو فشلهم في تحقيق هذا الهدف
الفرع الثاني : دافع قيود الإقتصاد الكلي
ترتبط هذه الفئة الثابتة من الدوافع بشروط نجاح برامج استقرار و تسيير الأزمة الإقتصادية
التي تعرفها العديد من الدول و خاصة تلك السائرة في طريق النمو ، و تختلف هذه المشاآل
أو القيود في البلدان النامية عنها في الدول الإشتراآية
2.1 حالة البلدان النامية: –
يمكن حصر القيود التي تدفع بالدول النامية لتطبيق برنامج الخوصصة آما يلي
1.1.2 غياب المنافسة: –
المؤسسات العمومية محمية من عامل المنافسة عن طريق قواعد و قوانين حكومية ، التي
تجعلها في موضع احتكار بالنسبة للقطاعات الأخرى ، و آذلك حمايتها مضمونة بحوافز
آثيرة و بمقاييس أخرى تحد أو تقضي على المنافسة الأجنبية فهي بذلك تخضع لقيود موازنة
الهيئة.
2.1.2 عدم النجاعة : بما أن المؤسسات العمومية لا تخشى المنافسة لأنها ببساطة محمية –
من المنافسة داخليا و خارجيا ، بالتالي لا يوجد أي داعي لزيارة المردودية في الإنتاج,
بالإضافة إلى ذلك نجد أن مستوى العمالة في هذه المؤسسات جد مرتفع ، وتتصف بتأبيد
آبير من طرف الطبقة السياسية مما يشجع عملية الرشوة و المحسوبية على مستوى القطاع
العام
3.1.2 عجز ميزانية الدولة: –
إن نقص المردودية خلف مشكل آخر و المتمثل في الإعانات المالية ، حيث تستعمل الدولة
شبكة طلبة الجزائر
5
المؤسسات العمومية آوسيلة لدعم المستهلك ، المنتج و الهيئات الاجتماعية الأخرى ، فبفضل
هذه الإعانات المالية الحكومية تستطيع المؤسسات العمومية تطبيق أسعار على منتوجاتها أقل
من أسعار السوق , ولقد ساهمت هذه الحماية التي تمنحها الدولة للمؤسسات العمومية بقدر
آبير في عجز القطاع العمومي ، مما أدى الى تلاشي موارد الخزينة العمومية.
4.1.2 غياب الأرباح: –
من جراء غياب التحفيز و عدم الكفاءة و المقاييس التي تفرضها الأسواق المفتوحة و
التنافسية ، عرفت المؤسسات العمومية في أغلب الدول النامية خسائر مزمنة ز معتبرة
5.1.2 اختلال التوازن على مستوى الاقتصاد الكلي: –
في العديد من الدول النامية ،يعتبر عدم فعالية المؤسسات العمومية السبب المباشر في عجز
القطاع العام و في ثقل عباء المديونية الخارجية ، ومن أجل تغطية الخسائر المزمنة المسجلة
على مستوى المؤسسات العمومية تضطر الدولة إلى الإقتراض أو اصدار النقود.
هذه المقاييس أدت الى تضخم آبير ، الذي يؤدي بدوره الى الحد القليل من الإستثمارات ,
ويشجع على تهريب رؤوس الأموال من طرف الدولة يؤدي الى امتصاص الموارد التي آان
من المفروض أن توجه نحو القطاع الخاص.
2.2 حالة الدول الإشتراآية سابقا: –
في نظام الإقتصاد المخطط ، جميع الأنشطة الإقتصادية مراقبة من طرف الدولة ، هذا يعني
أنه لايوجد أي قطاع خاص ، هذا العائق العويص المتمثل في التخطيط المرآزي تسبب في
عدد آبير من المشاآل الخطيرة للمؤسسات نفسها ، قبل الإقتصاد آكل ، فبعض هذه المشاآل
تشبه تلك التي تم سردها و شرحها من قبل و المتعلقة بحالة الدول النامية ، اما البعض الآخر
فهي خاصة بالنظام الإشتراآي في حد ذاته و هي آالتالي:
1.2.2 المستوى الإصطناعي للأسعار: –
في نظام التخطيط المرآزي الدولة هي التي تحدد الأسعار عوض ترك هذه المهمة للسوق ،
أحد مقاييس التي عملت بها البلدان الإشتراآية السابقة عند توجهها نحو إقتصاد السوق هو
تحرير الأسعار مما أدى في العديد من الحالات خاصة في البداية الى زيادة التضخم
2.2.2 فائض العمالة: –
في البلدان التي اتبعت نظام الإقتصاد المخطط ، توظف المؤسسات العمومية عددا آبيرا من
العمال ، أآبر مما هو مطلوب ، هذا راجع إلى أن الدولة توفر و تضمن العمل للجميع ، و ما
يلاحظ آذلك هو أن العمال لم يكونوا يتقاضوا أجورا حسب مردود يتهم ، وهذا ما جعل
المؤسسات العمومية تبدو عاجزة لأن عمالها لم يكونوا يهتمون بنوعية الأداء
3.2.2 غياب المنافسة في القاعدة الصناعية : وجدت البلدان الإشتراآية سابقا مالكة –
لمؤسسات عمومية قادرة على المنافسة في الأسواق الدولية ، وأغلبيتها مهددة بالزوال ، لأن
المؤسسات الكبيرة ) مثل الصناعة الثقيلة ) أنعشت عن طريق قروض بنكية و قروض بين
المؤسسات.
و في ظل هذه الأوضاع يجد المسؤولون أنفسهم أمام اختيارين:
-التمسك بهذه القروض مما يؤدي إلى ارتفاع التضخم
-أو التوقف عن ممارسة نشاط هذه المؤسسات مما يؤدي إلى تسريح العمال و بالتالي ارتفاع
البطالة.
المطلب الثالث : مزايا و صعوبات الخوصصة
شبكة طلبة الجزائر
6
لقد عرف مفهوم الخوصصة عند ظهوره في المحيط الإقتصادي آمفهوم جديد , مؤيدين و
معارضين آل بحجته ودوافعه ، فلقد تصدى المعارضون للخوصصة من خلال إبراز
سلبياتها لاسيما طبيعتها الإحتكارية و تسلطها و استيلائها على الأجهزة السياسية وآانت
حجتهم هي السيادة الوطنية ، و في المقابل يرد دعاة الخوصصة بأن تجاوب اثبت فشل إدارة
القطاع العام للمشاريع و الإقتصاد ، وتسيبه و فساده سوء إدارته.
الفرع الأول : مزايا الخوصصة:
يضم الإتجاه المؤيد للخوصصة عدة نزعات نذآر منها:
براقماتية ، ايديولجية ، رجال الأعمال و النزعة الشعبية ، فالبراقماتيون يطمحون إلى
حكومة احسن في ظل نظام اقتصادي أآثر انتاجية ، أما الإديويلوجيون , يهدفون إلى تقليل
تدخلات الحكومة و ذلك عن طريق اعطاء حرية أآبر للقطاع الخاص و ورجال الأعمال
يهدفون الى زيادة أنشطتهم عن طريق إعادة توجيه مصاريف الدولة نحوهم , أما النزعة
الشعبية فترمي إلى الارتقاء نحو مجتمع أفضل و ذلك عن طريق إعطاء سلطة أآبر للأفراد
من اجل تلبية رغباتهم المشترآة هذا من جهة ، وبتقليص سلطة الإدارات الكبرى سواء
عمومية آانت أو خاصة من جهة أخرى ، وهناك العديد من المزايا التي تدفع بهؤلاء إلى
القول بنعم للخوصصة و تأييدها و من بين هذه المزايا:
1.1 مزايا الخوصصة عاى المؤسسات التي تم خوصصتها: –
1.1.1 الإستثمار: –
إن العديد من المؤسسات العمومية تعاني من نقص الإستثمارات و ذلك إما بفعل الخسائر
المتراآمة أو أن الدولة تفتقد للأموال الكافية لتغطية الإحتياجات من الإستثمارات نتيجة
لإرتفاع تكلفة الإستثمار الخاص في بعض القطاعات الحساسة .
ان الخوصصة بمكنها أن تجلب امولا جاهزة لتمويل الإحتياجات من الإستثمارات و هذا من
خلال عملية بيع الأسهم بواسطة الإستثمارات المنجزة من قبل المالكين الجدد و خاصة
الأجانب منهم
2.1.1 تحسين فعالية المؤسسة بتخفيض التكاليف: –
إن تطبيق عملية الخوصصة يمكن أن يؤدي إلى تخفيض الفائض من المستخدمين
)تكلفة إضافية) حيث استبدال العامل بالآلة الإنتاجية ذات التكنولوجيا المتطورة و التي قد
يأتي بها الملاك الجدد ذوي الخبرة و التكنولوجيا، مما يؤدي إلى الرفع من مردودية
الإستغلال و زيادة فعالية المؤسسة، آما أن المؤسسة بخضوعها لقانون السوق(المنافسة)
يجعل بقاءها غير مضمون،مما يعرض مناصب العمال و أجورهم إلى الخطر و هو حافز
آافي يجند العمال إلى الرفع من إنتاجية المؤسسة.
3.1.1 تجديد إدارة المؤسسة:
في معظم البلدان النامية ، يفتقد المسيرون إلى الكفاءة في التسيير في إطار القرارات و
خاصة تلك المتعلقة بنوعية المنتوجات التي ستضيع آذا أسعار هذه الأخيرة فكل هذه
القرارات تؤخذ من طرف المخطط المرآزي ، لكن عندما نقوم بالخوصصة ،أين يتم
استدعاء مستثمرين أجانب أو محليين و الذين يقومون باختيار طاقم تسييري جديد،أآثر فعالية
ز آفاءة هذا من جهة، و من جهة أخرى فإن المسيرين الجديد سيكونون أآثر حرية من القيود
السياسية المطبقة على الإدارات.
و بما أن المؤسسات العمومية يفرض عليها أحيانا الخضوع إلى أوامر متناقضة مع أهدافها و
شبكة طلبة الجزائر
7
بالتالي يصبح مسيرو هذه الأخيرة بمثابة موظفين فقط، لذلك فإن الإدارة تبتعد آثيرا على
طريقها المسطر ألا و هو البحث عن الفائدة القصوى. على الرغم من أن جميع المؤسسات
سواء، آانت عامة أو خاصة قد تواجد بعض الضغوطات السياسية،إلا أن المؤسسات الخاصة
تعمل بمرونة أآبر و التي ستسمح لها بمسايرة تطور السوق
1-2 مزايا الخوصصة على الإقتصاد الكلي: .
1.2.1- استقرار الميزانية:
إن وضعية المالية العامة تحسن بطريقتين:
أ- المبالغ المخصصة لتدعيم أنشطة المؤسسات العمومية أو لتغطية سائرها،ستخفض أو تلغي
عن طريق تطبيق الخوصصة
ب- انخفاض المصاريف العمومية ستترجم أو ستعكس الضغوط التضخمية التي ينتج عنها
عدم الإستقرار الإقتصادي و عرقلة عمليات الإصلاح الإقتصادي، هذا من جهة.
من جهة أخرى يمكن للدولة الحصول على مداخيل و ذلك عن طريق بيعها لبعض
أو تغيير الحقوق - swap- المؤسسات العمومية، و بالإعتماد على تقنيات للتمويل مثل
أي المدين الأجنبي سيتبدل حقوقه مقابل أسهم في مؤسسة (exchanges de créance)
عمومية وطنية،فالدولة تستطيع بيع المؤسسات العمومية من أجل تخفيض أعباء المديونية
الخارجية، و إذا أصبحت لهذه المؤسسات التي تم خوصصتها،مردودية عالية،فللدولة إمكانية
رفع مداخيلها عن طريق الضرائب التي تفرضها على هذه المؤسسات.
"إن ارتفاع مداخيل الدولة يستطيع أن يكون له مفعول تضخمي و ذلك بزيادة عرض النقود
المحلية،هذا الشكل يطرح مثلا فيما يخص تغيير الحقوق مقابل المساهمات في رأس المال"
لذا من المستحسن أن توجه الدولة المداخيل التي تحصلت عليها إثر بيعها للمؤسسة العمومية
إلى هذه الأخيرة و ليس إلى الخزينة العامة
فحاصل الاستقرار في الميزانية يعد ضروريا للتحكم في التضخم، و يساهم بشكل آبير في
إنشاء محيط إقتصادي آلي مستقر، و الذي سيسمح بتوفير المناخ المناسب للمستثمرين و
جلبهم و خاصة منهم الأجانب ذوي الخبرة و التكنولوجيا مما يعود بالفائدة على الدولة
المستقبلة لهؤلاء المستثمرين و لرؤوس الأموال الأجنبية.
3.1 مزايا متعلقة بالمستهلكين:
إن خوصصة المؤسسات العمومية تعود بالفائدة على المستهلكين، فعندما تفقد المؤسسات و
صبغتها الإحتكارية، هذا لا يعني أنها ستصبح خاضعة للمنافسة، مما سيتوجب توفير رؤوس
أموال إستثمارية جديدة،إدارة جديدة،تكنولوجيا جديدة، مما يعود بالفائدة على المستهلكين و
هذا بتقديم خدمات أفضل بأقل تكلفة.
الفرع الثاني: صعوبات الخوصصة
إن عملية الخوصصة لقد يتم بسهولة و يسر لمجرد تصميم الحكومة (الإدارة السياسية)
بتنفيذها، وإنما هناك الكثير من العوائق و الصعوبات التي يجب و ضعها في الحسبان.
و يأتي في مقدمة الصعوبات و المعوقات العامل البشري و الإجتماعي، المعروف أن آل
برنامج تصحيحي يلق معارضة فبرنامج الخوصصة حالة خاصة، فهو يلقي بدوره معارضة
من بعض الجهات، و من أهم القرى المعارضة لبرنامج الخوصصة نجد نقابات العمال و
مسيري المؤسسات العمومية و المجموعات السياسية ذات النزعة الوطنية.
فمن الصعوبة أن يتقبل الناس فكرة التخلص من العمالة الفائقة أو العمالة غير المؤهلة أو
شبكة طلبة الجزائر
8
العمالة غير المنتجة، فلقد ورثوا مفهوم أن الدولة عليها إعانة الأفراد بتشغيلهم بغض النظر
عن حاجاتها أو عدم حاجاتها لهم.
فتطبيق الخوصصة قد يرغم عددا آبيرا من عمال المؤسسات العمومية المقبلة على
الخوصصة، على تحمل تكاليف إجتماعية عالية، بالإضافة إلى تقليص عدد العمال، سيتم
إدخال شروط عمل جديدة أآثر صرامة و أآثر جدية مثل تمديد أوقات العمل أو التخفيض من
الإمتيازات.
آما أن إلغاء التدعيمات و المساعدات الملية من الدولة تهديد آيان المؤسسة العمومية، و
الجدير بالذآر هو استفادة بعض القطاعات العمومية من دعم السلطات العمومية بفضل
علاقتها السياسية. فمسؤولي المؤسسات التي تعمل في قطاعات الأنشطة الرئيسية لديهم عادة
تاثير سياسي معتبر غير مبني على العلاقات الشخصية التي تربطهم مع مسؤولين حكوميين
فحسب، بل يتعدى إلى إمكانية تشكيل جماعات ضغوط مختلفة لها وزن معتبر في اتخاذ
القرارات.
ستصبح هذه المعارضة ضغوطا سياسية بالإضافة إلى الضغوط النقابية و التي قد تؤثر على
متخذي القرار.
المبحث الثاني: تقنيات الخوصصة
من ضمن شروط نجاح أي برنامج تصحيح هو وجود تقنيات دقيقة يعتمد عليها في تطبيق
هذا البرنامج، و الخوصصة أحد هذه البرامج و الذي يعتمد بدوره على تقنيات،قد تكون في
بعض الأحيان معقدة، آما أن تنفيذ برنامج الخوصصة باستعمال تقنيات بصفة دقيقة وحيدة،
قد تضمن النجاح و السير الحسن لهذا البرنامج، لذا فإننا سنتطرق في هذا المبحث إلى أهم
هذه التقنيات النقاط التالية:
•طرق الخوصصة و معايير إختيارها
•إجراءات الخوصصة
•تكاليف الخوصصة و أساليب تمويلها
•المطلب الأول : طرائف الخوصصة و معايير اختيارها
طرق الخوصصة :
سنتطرق إلى أهم طرق الخوصصة و هي:
-بيع الأسهم للجمهور
-بيع الأسهم للخواص
-إعادة الهيكلة أو إعادة استغلال النشاط
-استثمار جديد خاص في المؤسسة العمومية
-بيع أصول المؤسسة العمومية
-مساهمة العمال
-المساهمة المعمقة
-الإيجار و عقد التسيير
الفرع الأول: بيع الأسهم للجمهور (آليا أو جزئيا(
نعتمد في دراسة هذه الطريقة على العناصر التالية:
•تعريف الطريقة
•الإجراءات المتبعة
شبكة طلبة الجزائر
9
•تطبيق العملية
•المميزات الأساسية
العقبات التي تواجه عمليات بيع الأسهم للجمهور
1.1 تعريف الطريقة:
"تتم بالبيع للجمهور بمفهومه الواسع لكل، أو جزء من الأسهم التي تمتلكها الدولة في
المؤسسات العمومية "
إن البيع الجزئي للأسهم يعني في بعض الحالات أن الحكومة تريد الإحتفاظ بالمراقبة الجزئية
أو الكلية لمؤسسة المخوصصة، و العديد من عمليات الخوصصة تطبق طريقة بيع الأسهم
للجمهور و طريقة البيع الخاص للأسهم، في نفس الوقت و ذلك من أجل تعظيم الموارد
المالية التي تبحث عنها الحكومة، و قد بينت العديد من التطبيقات أن هذه الطريقة تهدف
أساسا إلى البحث عن الموارد المالية.
2.1 الإجراءات المتبعة : –
تقنيا، تتطلب بيع الأسهم للجمهور عملية في السوق الثانوية (البورصة (بمعنى أنه لا توجد
إصدارات جديدة للأسهم و إنما تطرح الأسهم الموجودة و هي ملك لفرد واحد(الدولة) إلى
مجموعة من المستشيرين المتمثلين في الأفراد(الخواص(
نظر الخوصصة هذه الطريقة يتطلب تعيين بنك أو عدة بنوك للقيام بالعملية آما يجب القيام
بالتفرقة بين:
-بيع الأسهم الموجودة التي هي ملك للدولة
-إصدار أسهم جديدة بغرض الرفع من رأس المال الإجتماعي الموجود من قبل للإستجابة و
الوصول إلى الأهداف المالية التي تبحث عنها الدولة دون اللجوء إلى بيع ممتلكاتها.
يمكن آذلك عرض الأسهم للجمهور(قصد البيع) و يكون تحديد السعر بصفة ثابتة أو متغيرة
من طرف البنك أو نقابة المستثمرين آما يمكن آذلك عرض الأسهم على الجمهور باعتبارهم
مواطنين مقيمين أو غير مقيمين، آما أن بيع الأسهم قد يكون محددا،معدلا أو مفتوحا بدون
قيود.
إن الدول التي انتهجت إقتصاد السوق تتم في عملية البيع عن طريق البورصة) السوق
المالية) و المؤسسات المعنية، و آي يتم قبولاه ينبغي أن تتوفر هذه المؤسسات على شروط
(COB) قانونية و مالية مراقبة من طرف لجنة تنظيم و مراقبة عمليات البورصة
إذا لم تتوافر هذه المؤسسة على الشروط والمعايير القانونية و المالية فإن لجنة تنظيم و
ترفض إصدار أسهمها للجمهور، بمعنى أن اللجنة (COB) مراقبة عمليات البورصة
تعارض دخول المؤسسة في البورصة.
تتطلب عمليات بيع الأسهم للجمهور اللجوء إلى الوساطة المالية ذلك لأن صفقات الخوصصة
مكلفة، و تتطلب توفير ميزانيات معتبر لسير العمليات في الظروف حسنة
3.1 تطبيق العملية: -
تتطلب عملية بيع الأسهم للجمهور الشروط الآتية:
-يجب أن تكون المؤسسة العمومية المعنية بالأمر ذات حجم معتبر، وتكون قد حققت
مردودية تاريخية مقبولة أي خلال السنوات الفارطة أو توحي بالتفاؤل في المستقبل.
-الوثائق التاريخية للمعلومات المالية و مردودية التسيير الخاصة بالمجموعة المسيرة.
-وجود إمكانية حقيقية لتحريك السيولة على مستوى السوق بتطبيق عملية بيع الأسهم الأسهم
شبكة طلبة الجزائر
10
للجمهور.
-في حالة وجود سوق مالية، يجب أن تضع الحكومة هيكلا تنظيميا للمراقبة و الإعلام لجلب
المشترين المحتملين و حمايتهم على وجه الخصوص ضد أي انحرافات خطيرة
تحريك الموارد المالية و إمكانية تحويلها إلى ميزانية الدولة
شفافية صفقات الخوصصة
نظرا لأنها الأسباب فإن عملية بيع الأسهم للجمهور مختارة سياسيا من طرف الحكومات
المطبقة لبرنامج الخوصصة.
4.1- العقبات التي تواجه عملية بيع الأسهم للجمهور:
يمكن تلخيص العقبات التي تواجه عمليات بيه الأسهم للجمهور آما يلي:
-الحالة الصحية للمؤسسة العمومية
-جمهور المساهمين المراد الوصول إليها
-تقييم سعر الأسهم
-غياب السوق الثانوية (البورصة(
-نوعية الإجراءات المتبعة
-رد فعل المستثمرين
1.4.1- الحالة الصحية للمؤسسة العمومية:
إذا آانت المؤسسة العمومية تمتع بتوازن مالي و مردودية حقيقية في التسيير،فإن
خوصصتها لا تطرح الخوصصة لا تمتلك الميزتين السابقتين ، و المشكل المطروح في هذا
الحالة هو معرفة الوسائل الواجب اتباعها لتطبيق عمليات التطهير الواجب إجراءه لتصبح
المؤسسة قابلة للخوصصة
تدعيم المؤسسة حاليا و إعطائها نفسا جديدا في الميادين الخاصة بالتسيير، التكنولوجيا
والسوق ،...
بعدآن تسترجع المؤسسة قدرتها في توازنها، تقوم الحكومة بتطبيق المرحلة الثانية من
الخوصصة و المتمثلة في بيع الأسهم للجمهور.
2.4.1 جمهور المساهمين المراد الوصول إليه:
إذا آانت الحكومة تريد الوصول إلى مساهمة الجمهور العريض، فإن خوصصة المؤسسة
العمومية عن طريق بيع الأسهم للجمهور يجب أن يخضع لقوانين صارمة و ذلك لتجنب
تحويل ملكية المؤسسة إلى مجموعة ذات أغراض معينة و محدودة، آما يجب الإشارة إلى
أنه في أغلب الحالات للخوصصة، فإن الشريك سواء آان تقنيا أو مؤسسا قويا يكون مرغوبا
فيه لتكون نواة صلبة لضمان مستقبل المؤسسة المخوصصة.
إن مساهمة رأس المال الأجنبي المطلوبة أو محدودة و هذا حسب السياسة المختارة و المتبعة
من طرف الحكومة و آذا تشجيع مساهمة العمال.
3.4.1 تقييم سعر الأسهم :
تقييم المؤسسة المقبلة على الخوصصة يكون خطرا سياسيا آبيرا لأنه في غالبيته الحالات
تظهر آراء معارضة للحكومة بحجة تخليها عن القطاع العام.
4.4.1 غياب السوق المالية " البورصة:"
لا ينبغي اعتبار غياب البورصة عائقا أمام مخطط الخوصصة، إلا إذا انعدمت الآليات
شبكة طلبة الجزائر
11
المناسبة أو قلتها في التطبيق للوصول إلى عدد آبير من الجمهور.
5.4.1 نوعية الإجراءات المتبعة:
إن غياب البورصة يتطلب من الحكومة اتخاذ الاحتياطات اللازمة لحماية المشترين ذوي
المقدرة من المخاطر المالية التي قد تلحق بهم، و هدف لجنة مراقبة و تنظيم عمليات